يا من تخطو في ظلال الوهم بوعي خفي
تجمع الحجارة وتصنع منها مدارك الحقيقة ،
أغرك صمت الليل حين غاب النور ،
فارتسمت كطائر يستشف في عين الرياح خُطاه.
كيف لا تدرك الأسرار في قلب السكون ؟
وأنت الغراب الذي يحمل في جناحيه فصول الدهاء،
تصنع من فروع الشجر أوتارا للحكمة،
وتصطاد من ظلال الخلق أصداء الفكر.
ما الذي يكسرك في طرقات الغفلة ؟
أم هو الليل الذي يعلمك كيف تخفي جناحيك
في زحمة الأوهام، كأنك تبتلع الحزن وتقطره ندى على الشفاه ؟
تجيد لغة المرايا المكسورة،
تجمع منها قطعًا، وتصنع خطى العقل في غموضه،
وتبتسم حين ترى في عين الحقيقة
وهمًا آخر يتفتت ويعكس نورًا غير معلوم.
فيك سر العراء حين تحلق فوق الأرض،
تراقب الزمن في صمت عميق،
كما الغراب الذي لا يبتلع السفاهة
بل يقتات على قشور المعرفة المختبئة بين الصخور.
فأي سر تخفيه يا غراب المعاني ؟
هل ترى في العتمة ضوءك ؟
أم أن ضوءك ليس إلا وهمًا تتراقص فيه القلوب
وتترك ظلا لا يدركه سوى من يحلم في صمت ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق