كصوت الريح في أعماق البحار
يمشون بين الكلمات كأنهم ظلال
لا تُرى ، و لا تُمسك بالنظر الجارح .
هم في صمتهم يكتبون القصائد
على أوراق الفجر ، بأقلام الليل
لكن الأنام في غفلةٍ
يحسبون أن الصمت ليس لغةً
و أن الكلام يختصر ما في الأرواح .
و هذا العالم ، يا سيدتي
لا يمنح الرايات إلا لمن
يجيد التهليلَ في ساحات الزيف
أما من كان قلبه بيتاً للقصيد
فهو منفيٌّ في كهوف النسيان .
يظنون أن الشعرَ في أيديهم
لأن الساحة قد خلت من الرماة
لكن الشعراءَ لا يرفعون من يفهمهم
فالحقيقة تُخيف حتى أصحاب الحقيقة
فتراهم يرمون سهامهم
نحو قمرٍ أضاء دربهم .
فدعيهم
و اصمت مع الصامتين
فمن سكن جوهر الشعر
لا يحتاج إلى تصفيقٍ
و لا إلى اعترافٍ من الراحلين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق