الأربعاء، 4 سبتمبر 2024

قصة قصيرة بقلم محمد آبو ياسين

قصة قصيرة
مازالت تنظر بين الحين إلى تلك الساعة المعلقة على جدار الغرفة ، و تسترق السمع إلى الأصوات الخافتة المنبعثة عبر بلور النافذة المهشمة ، تسمع وقع أقدام آتية من بعيد و تقترب ، الساعة متأخرة من الليل و حفيف الريح لم يهدأ بل يزيد و يتناغم مع أشجار الحديقة فيحدث صوتا كهدير المياه التي تنهمر من الوادي ، لقد تأخر الليل و لم يرجع زوجها من عمله منذ الصباح كغير عادته ، لقد أخبرها أنه لن يتأخر و ها قد زادت مخاوفها ، ترى ماذا أصابه ؟ عشرات الأسئلة تدور في رأسها و سحابة سوداء تحوم في مخيلتها ، تنام هنيهة ثم تستفيق في فزع ثم تلقي نظرة على الساعة المعلقة على جدار الغرفة فتنهض و الخوف تسلل إلى قلبها ، أيعقل أن يتأخر كل هذا الوقت ؟ منذ زواجهما لم يصادف أن فعلها و تأخر ، صوت نباح كلاب الحي يزداد مع إزدياد هبوب الريح و قرقعة بلور النافذة يثير توترها ، و أصوات ضحكات العابرين أمام بيتها بين الحين و الحين كلما سمعتها ترتعد فرائصها ، و لم يأت زوجها منذ الصباح و لن يأت .
محمد آبو ياسين / تونس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

يا غفوة ليلة بقلم ابو خيري العبادي

بقلمي...... يا غفوة ليلة في رجفة الجسد ويا وحدتي عند السكون في مسكني جلست بقربي تكلمني كلمات قالت أتسمعني قلت بلا اني أسمعك قالت ستشفى من كل...