بقلم: فؤاد زاديكى
يَرَى الإِنْسَانُ الحَيَاةَ مَلِيئَةً بِالتَّحَدِّيَاتِ وَ الفُرَصِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ، فَكُلُّ يَوْمٍ يَحْمِلُ مَعَهُ مَواقِفَ جَدِيدَةً وَ تَجَارِبَ قَدْ تَكُونُ مُفِيدَةً أَو شَاقَّةً. يَسْتَلْزِمُ ذَلِكَ تَطَوِيرَ نَظْرَةٍ عَقْلَانِيَّةٍ لِلتَّعَامُلِ مَعَ أَحْدَاثِ الحَيَاةِ بِحِكْمَةٍ وَ تَرَوٍّ.
يَنْبَغِي عَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَتَعَلَّمَ كَيْفَ يُحَافِظُ عَلَى تَوَازُنِهِ النَّفْسِيِّ فِي وَسَطِ ضَغْطِ الحَيَاةِ، فَالتَّوَازُنُ يَجْعَلُهُ أَكْثَرَ قُدْرَةً عَلَى التَّفْكِيرِ بِهِدُوءٍ وَ تَمَكُّنٍ، مَا يُسَاعِدُهُ عَلَى اتِّخَاذِ القَرَارَاتِ الصَّحِيحَةِ، وَ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ العَوَائِقَ وَ الصِّعَابَ قَدْ تَبْدُو لِبَعْضِهِمْ كَمُشْكِلَاتٍ، فَإِنَّهَا فُرَصٌ لِلتَّعَلُّمِ وَ النُّمُوِّ.
إِذَا تَحَلَّى الإِنْسَانُ بِالتَّفْكِيرِ الإِيجَابِيِّ وَ تَجَنَّبَ النَّظَرَةَ السَّلْبِيَّةَ، سَيَتَمَكَّنُ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ المَصَاعِبِ بِطَرِيقَةٍ تُخَفِّفُ عَلَيْهِ مَشَاقَّ الطَّرِيقِ، وَ إِذَا كَانَ يُقَدِّرُ الأُمُورَ وَ يُفَكِّرُ فِي عَوَاقِبِ كُلِّ قَرَارٍ، فسَيَتَجَنَّبُ الوُقُوعَ فِي المَآزِقِ وَ المَوَاقِفِ الحَرِجَةِ.
يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ تَرَوٍّ فِي اتِّخَاذِ القَرَارَاتِ، فَكُلَّمَا زَادَ الإِنْسَانُ مِمَّا يَقُومُ بِهِ تَفْكِيرًا وَ تَخْطِيطًا، كُلَّمَا قَلَّتِ الفُرَصُ لِلْمُشْكِلَاتِ وَ القَلَقِ.
فِي الكَثِيرِ مِنَ الأَحْيَانِ، يَتَسَبَّبُ التَّسَرُّعُ وَ العَمَلُ بِلَا تَفْكِيرٍ فِي وُقُوعِ مَصَاعِبَ كَثِيرَةٍ.
وَ مِنْ أَهَمِّ مَا يُسَاعِدُ الإِنْسَانَ عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ الحَيَاةِ هُوَ تَحْلِيلُ المُشْكِلَاتِ وَ التَّعَامُلُ مَعَهَا بِهُدُوءٍ. فَبِالتَّحْلِيلِ الدَّقِيقِ، يُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَجِدَ حُلُولًا مُبْتَكَرَةً لِلصُّعُوبَاتِ وَ أَنْ يَتَجَنَّبَ المَتَاعِبَ.
وَ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الوَاقِعَ قَدْ يَكُونُ قَاسِيًا أَحْيَانًا، فَإِنَّ الإِيمَانَ بَقُدْرَتِهِ عَلَى التَّغَلُّبِ عَلَى هَذِهِ الوَاقِعَاتِ يَزِيدُهُ قُدْرَةً عَلَى التَّمَسُّكِ بِالأَمَلِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق