صور من مشاركتي اليوم في الندوة العلمية حول التمنر و آثاره السلبية على التلميذ و المجتمع و التي أجريت بمدينة أصيلة برعاية جمعية أصيلة للصرع و الصحة النفسية و أشرف على الندوة كوكبة من الدكاترة الأكارم و الأستاذة في علم النفس و كانت الندوة مثمرة و ظافرة من حيث النقاش البناء و التقييم العلمي و أعطيت التدخلات بعد الإلقاء الجماعي للنشيد الوطني للفاعلين الجمعويين و النشطاء و للحضور الكريم و للطلبة المتابعين الدراستهم في المدرسة الفندقية و تم متابعة الندوة إعلاميا بشكل احترافي و أضفى الفضاء الذي عقدت فيه ندوتنا هاته بعدا جماليا و كانت لي كلمة آخر الندوة حيث سلطت الضوء على تجربتي الإنسانية و معاناتي النفسية و ما عشته من محنة و مأساة كان للتنمر فيها دورا سلبيا و غير مجرى حياتي و مجرى الأحداث
و باعتباري ممن عانوا من الوصمة و التمنر سجلت موقفي و موافقتي على الآراء و الملاحظات و تركت توصيتي و ألقيت في ختام الندوة قصيدة بعنوان آهات مريض نفسي و ما أسعدني الاحتواء و التشجيع اللذين وجدتهما من كافة المشاركين فيها و نحن لنا كلمة لا يستهان بها و نستحق الحياة و نستحق العالم الأجمل و الأفضل
علينا جميعا أن نحارب التنمر بكافة أشكاله اللفظي و الجسدي و الرقمي الذي ظهر حديثا و لهذا العنف و الإرهاب آثار سلبية و مدمرة قد تؤدي بالمتنمر عليه إلى الانتحار و كم من متَنمر عليه أصبح مُتَنمرا على غيره و احتقار الآخرين و ازدراههم و إهانتهم و تشويه السمعة لا تجدي بشيء و تنم عن سوء الطبع و الخلق و قلة التربية و الوعي و علينا أن نتحد معا ضد التنمر و أن نكون مع بعضنا البعض من أجل مجمتع سليم
و لابد من مواكبة الأسر التي يتعرض أبناؤها للتنمر و تكوينهم و تأطريهم و لابد له كل من تعرض للتمنر أن يستشير المعالج النفسي و المختص في علم النفس و من له خبرة و من تعرض للتمنر و السلوكيات المشينة و المهينة من الغير و عن قصد و بشكل متكرر و بكل وقاحة أن لا يستلم و أن يدخل مرحلة العلاج ليعافى و يستقر و يخرج من أزمته سالما و غانما و عليه تقدير ذاته و تقدير الحياة و النعم التي هو فيها
و تعاطي الدواء مهم جدا مع ممارسة الرياضة شيء حيوي و الالتزام الديني محوري و لي تجربة حية في هذا المجال و من رحم معاناتي ولد إبداعي و أصبحت شاعرا و كاتبا و لي صفة الرفيق المساعد و يمكنني مد يد العون لكل متنمر عليه و احتواء من يعاني من الاضطراب النفسي و افادته و مواكبته و مساعدته و مرافقته حتى يصل لبر الأمان و لله الحمد بلغت مرحلة التعافي و أنا متعايش مع هذا المرض و استطيع مجاراته و من حسن ظني أن وجدت أسرة طيبة تحتويني و تدعمني و أصدقاء محترمين جدا و حاضنة شعبية من الناس ترعاني و ما زاد من سعادتي و جعل حظي سعيدا جدا و بعد مخاض عسير و فتنة و بعد صحوة الضمير
أني تعرفت على فاعلين مشتغلين في هذا المجال قدموا لي النصح و الشيء الكثير و قدموا خدماتهم لي بالمجان و لوجه الله و قاموا بتكويني في مجال الصحة النفسية و عن بعد و عن قرب و على مراحل و توجت لحد الآن بتكوين فريق من المساعدين المرافقين و يلزمنا التكوين الذي يسمح لنا بالعمل في الميدان و مع الطاقم الصحي و الجانب المادي حاسم و المرض ليس عيبا و ليس سليما علميا وصم المريض النفسي بالجنون و نعته بالمجنون و بالفتى المفتون و كذلك الذي يعاني من الصرع و من التوحد و لابد من التعامل مع المعاق
و أشكر و من هذا المنبر و في هذا الصدد الأخ الأكبر بالنسبة لي السيد حسن هاركون و الذي أكن له محبة كبيرة و تقدير لما بذله من اجلي و أجل الآخرين لقد كان كريم معي لحد الإسراف في الجود و الكرم والإيثار و استقبلني أكثر من مرة في بيته العامر بالخير و استضافني في مدينة البهجة مراكش الحمراء و هو دائم الاتصال معي و التواصل و يشتغل بكل قوة و يناضل من أجلنا نحن المرضى و يترافع عنا في كل المحافل والندوات و اللقاءات و يضحي بالغالي والنفيس
و مع باقي أعضاء جمعية شمس تانسيفت مراكش و التي ترأسها لالة عائشة بالعربي المرأة المقاومة و الحالمة و العالمة بحيتيات هذا المجال و غيره و كل الشكر و التقدير لهذا الإطار الجمعوي العتيد و أهله و انوه بالعمل الجبار الذي تقوم به الجامعة الوطنية للصحة النفسية و روادها و المتعاقدين معها و المشاركين لها نفس التوجه وطنيا و دوليا و الفاعلين والمساهمين في مشروعها الهادف و لي نية المضي قدما معهم و حتى ننال حقوقنا نحن المرضى و نزيل وصمة العار و نغير نظرة المجتمع اليها و الإعاقة النفسية أعقد من الإعاقة الجسدية و المرض النفسي أصعب من المرض العضوي و بفضل الله و مساعي هؤلاء الفاعلين الحميدة الأمور تبشر بالخير و تسير للأحسن و إن شاء الله خير و الخير قادم
يحق لي ان أتباهى بهذا اليوم السعيد و هذه الندوة و أنوه بالطرح العلمي الذي أبداه الدكاترة الأكارم و بالدور العملي الذي قامت بهذه جمعية أصيلة للصرع و الصحة النفسية و الشكر كله موصول لرئيستها السيدة المحترمة فاطمة القصري و كل العرفان و الامتنان لباقي أعضائها و تشد يدي بحرارة خاصة على يد السيدة القائدة و الرائدة لالة منانة في هذا كله لها بصمة و أنا جد ممتن لها و للجميع على حسن الضيافة و حسن الكرم و ليس في وسعي سوى الشكر و رفع الدعاء الحسن لأصحاب القلوب الرحيمة و العقول النيرة و الحكيمة المشتغلين ليل نهار في هذا المجال الصعب مجال الصحة النفسية
و بعد انتهاء الندوة العلمية اغتنمت فرصة زيارتي لمدينة أصيلة العريقة و قمت بجولة بأحيائها القديمة و التاريخية و التقت صورا أخرى إضافية و وقفت على مآثرها و استنشقت هواءها النقي الذي يرد الروح و استرجعت الماضي الخاص بي و بعائلتي التي عاشت فيها و كيف أنسى أن أصيلة المدينة التي ولد فيها والدي أدام الله ظله الوارف و أطال عمره و كيف لي ان انسى ان فيها عاش جدي و دفن و فيها أيضا يوجد مرقد جد والدي و أحب أن أعيش الحياة فيها
لتاريخ عائلة الشاعر حضور في هذا المكان بكل تجلياته و تبقى هذه المدينة حاضرة في قلبي و سأبقى محبا لها ما حييت و لأهلها و لكل شيء فيها و تحيتي لها من الأعماق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق