السبت، 28 ديسمبر 2024

معا ضد التنمر بقلم حامد الشاعر

معا ضد التنمر 
صور من مشاركتي اليوم في الندوة العلمية حول التمنر و آثاره السلبية على التلميذ و المجتمع و التي أجريت بمدينة أصيلة برعاية جمعية أصيلة للصرع و الصحة النفسية و أشرف على الندوة كوكبة من الدكاترة الأكارم و الأستاذة في علم النفس و كانت الندوة مثمرة و ظافرة من حيث النقاش البناء و التقييم العلمي و أعطيت التدخلات بعد الإلقاء الجماعي للنشيد الوطني للفاعلين الجمعويين و النشطاء و للحضور الكريم و للطلبة المتابعين الدراستهم في المدرسة الفندقية و تم متابعة الندوة إعلاميا بشكل احترافي و أضفى الفضاء الذي عقدت فيه ندوتنا هاته بعدا جماليا و كانت لي كلمة آخر الندوة حيث سلطت الضوء على تجربتي الإنسانية و معاناتي النفسية و ما عشته من محنة و مأساة كان للتنمر فيها دورا سلبيا و غير مجرى حياتي و مجرى الأحداث 
و باعتباري ممن عانوا من الوصمة و التمنر سجلت موقفي و موافقتي على الآراء و الملاحظات و تركت توصيتي و ألقيت في ختام الندوة قصيدة بعنوان آهات مريض نفسي و ما أسعدني الاحتواء و التشجيع اللذين وجدتهما من كافة المشاركين فيها و نحن لنا كلمة لا يستهان بها و نستحق الحياة و نستحق العالم الأجمل و الأفضل 
علينا جميعا أن نحارب التنمر بكافة أشكاله اللفظي و الجسدي و الرقمي الذي ظهر حديثا و لهذا العنف و الإرهاب آثار سلبية و مدمرة قد تؤدي بالمتنمر عليه إلى الانتحار و كم من متَنمر عليه أصبح مُتَنمرا على غيره و احتقار الآخرين و ازدراههم و إهانتهم و تشويه السمعة لا تجدي بشيء و تنم عن سوء الطبع و الخلق و قلة التربية و الوعي و علينا أن نتحد معا ضد التنمر و أن نكون مع بعضنا البعض من أجل مجمتع سليم 
و لابد من مواكبة الأسر التي يتعرض أبناؤها للتنمر و تكوينهم و تأطريهم و لابد له كل من تعرض للتمنر أن يستشير المعالج النفسي و المختص في علم النفس و من له خبرة و من تعرض للتمنر و السلوكيات المشينة و المهينة من الغير و عن قصد و بشكل متكرر و بكل وقاحة أن لا يستلم و أن يدخل مرحلة العلاج ليعافى و يستقر و يخرج من أزمته سالما و غانما و عليه تقدير ذاته و تقدير الحياة و النعم التي هو فيها 
 و تعاطي الدواء مهم جدا مع ممارسة الرياضة شيء حيوي و الالتزام الديني محوري و لي تجربة حية في هذا المجال و من رحم معاناتي ولد إبداعي و أصبحت شاعرا و كاتبا و لي صفة الرفيق المساعد و يمكنني مد يد العون لكل متنمر عليه و احتواء من يعاني من الاضطراب النفسي و افادته و مواكبته و مساعدته و مرافقته حتى يصل لبر الأمان و لله الحمد بلغت مرحلة التعافي و أنا متعايش مع هذا المرض و استطيع مجاراته و من حسن ظني أن وجدت أسرة طيبة تحتويني و تدعمني و أصدقاء محترمين جدا و حاضنة شعبية من الناس ترعاني و ما زاد من سعادتي و جعل حظي سعيدا جدا و بعد مخاض عسير و فتنة و بعد صحوة الضمير
أني تعرفت على فاعلين مشتغلين في هذا المجال قدموا لي النصح و الشيء الكثير و قدموا خدماتهم لي بالمجان و لوجه الله و قاموا بتكويني في مجال الصحة النفسية و عن بعد و عن قرب و على مراحل و توجت لحد الآن بتكوين فريق من المساعدين المرافقين و يلزمنا التكوين الذي يسمح لنا بالعمل في الميدان و مع الطاقم الصحي و الجانب المادي حاسم و المرض ليس عيبا و ليس سليما علميا وصم المريض النفسي بالجنون و نعته بالمجنون و بالفتى المفتون و كذلك الذي يعاني من الصرع و من التوحد و لابد من التعامل مع المعاق
و أشكر و من هذا المنبر و في هذا الصدد الأخ الأكبر بالنسبة لي السيد حسن هاركون و الذي أكن له محبة كبيرة و تقدير لما بذله من اجلي و أجل الآخرين لقد كان كريم معي لحد الإسراف في الجود و الكرم والإيثار و استقبلني أكثر من مرة في بيته العامر بالخير و استضافني في مدينة البهجة مراكش الحمراء و هو دائم الاتصال معي و التواصل و يشتغل بكل قوة و يناضل من أجلنا نحن المرضى و يترافع عنا في كل المحافل والندوات و اللقاءات و يضحي بالغالي والنفيس 
و مع باقي أعضاء جمعية شمس تانسيفت مراكش و التي ترأسها لالة عائشة بالعربي المرأة المقاومة و الحالمة و العالمة بحيتيات هذا المجال و غيره و كل الشكر و التقدير لهذا الإطار الجمعوي العتيد و أهله و انوه بالعمل الجبار الذي تقوم به الجامعة الوطنية للصحة النفسية و روادها و المتعاقدين معها و المشاركين لها نفس التوجه وطنيا و دوليا و الفاعلين والمساهمين في مشروعها الهادف و لي نية المضي قدما معهم و حتى ننال حقوقنا نحن المرضى و نزيل وصمة العار و نغير نظرة المجتمع اليها و الإعاقة النفسية أعقد من الإعاقة الجسدية و المرض النفسي أصعب من المرض العضوي و بفضل الله و مساعي هؤلاء الفاعلين الحميدة الأمور تبشر بالخير و تسير للأحسن و إن شاء الله خير و الخير قادم 
يحق لي ان أتباهى بهذا اليوم السعيد و هذه الندوة و أنوه بالطرح العلمي الذي أبداه الدكاترة الأكارم و بالدور العملي الذي قامت بهذه جمعية أصيلة للصرع و الصحة النفسية و الشكر كله موصول لرئيستها السيدة المحترمة فاطمة القصري و كل العرفان و الامتنان لباقي أعضائها و تشد يدي بحرارة خاصة على يد السيدة القائدة و الرائدة لالة منانة في هذا كله لها بصمة و أنا جد ممتن لها و للجميع على حسن الضيافة و حسن الكرم و ليس في وسعي سوى الشكر و رفع الدعاء الحسن لأصحاب القلوب الرحيمة و العقول النيرة و الحكيمة المشتغلين ليل نهار في هذا المجال الصعب مجال الصحة النفسية 
و بعد انتهاء الندوة العلمية اغتنمت فرصة زيارتي لمدينة أصيلة العريقة و قمت بجولة بأحيائها القديمة و التاريخية و التقت صورا أخرى إضافية و وقفت على مآثرها و استنشقت هواءها النقي الذي يرد الروح و استرجعت الماضي الخاص بي و بعائلتي التي عاشت فيها و كيف أنسى أن أصيلة المدينة التي ولد فيها والدي أدام الله ظله الوارف و أطال عمره و كيف لي ان انسى ان فيها عاش جدي و دفن و فيها أيضا يوجد مرقد جد والدي و أحب أن أعيش الحياة فيها
لتاريخ عائلة الشاعر حضور في هذا المكان بكل تجلياته و تبقى هذه المدينة حاضرة في قلبي و سأبقى محبا لها ما حييت و لأهلها و لكل شيء فيها و تحيتي لها من الأعماق
بقلم الشاعر حامد الشاعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

يامن اتانى على الخاص طالب النجده بقلم توفيق المجعشي

يامن اتانى على الخاص طالب النجده فاليش تهرب وتسكت كن مانتَ جيت من مايــوم جيت للان صار لك مُــــده طلبت مني قصيده وانا لك سويت ماتدري انَ سك...