ما عاد عندي من الدنيا سوى رمَقٌ
حسبي من الآتياتِ الصًّبرُ والألَمُ
ما عاد عندي جزاء الموبقاتِ رَجا
ولا عزاء لأيامي سوى النَّدَمُ
وحين تطغى على المظلوم عتمتُهُ
فأجمل الليل من سميره الحُلُمُ
كالصامتين على الشكوى ينازعهم
في فضِّ شكواهم من صمتهم صمَمُ
*******
تنكروا للتاريخ الذي لهُمُ
أرضٌ في أقصاها المسجدُ الحرَمُ
يا يوم بدرٍ أما من وقعةٍ شمماً
هل نطوي جبهةً عنوانها الشَّمَمُ ؟
*******
لا أخشى سيفاً جرّدته غضَباً
الخشيةُ في مَن زلَّت به القدَمُ
لا يُغمد السيف لو شُلَّت عزيمتهُ
بل المذلَّة في أن يفرحَ الخدَمُ
*******
لا أشكو من أيامي وقسوتها
وإنما جرحي في نزفهِ الضَّرِمُ
لا يانسون بغير الخِزيِ إنهمُ
لا يُرفعون ولو رؤوسهم هَرَمُ
كم ترغبون لنا بقولِ ثرثرةٍ
فلا رغبتم وغابت عنكم القِيَمُ
ولستُ اخلطُ بين الحقِّ والباطلِ
أُضيءُ حقٍّي مهما خانت الذِّمَمُ
شأن العليل وقد طالت بليَّتهُ
وقلَّ عنده ما يُبريءُ السًّقَمُ
بيروت يا عَلَماً في السحبِ رايتها
منها إذا انتكَسَت سينكسُ العَلَمُ
أنت الدنيا موطنٌ وشعلتها
أنَّ الفداء نفوسٌ ليس تنهزِمُ
د.أنور مغنية 2024 12 25
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق