الأحد، 13 أبريل 2025

شهادة الحمورية «(7)» بقلم علوي القاضي

«(7)» شهادة الحمورية «(7)»
         بقلمي : د/علوي القاضي.
... وصلا بما سبق ، رأينا كم حظي الحمار بالإهتمام من الله سبحانه فجعله مثلا لعدة مواقف في القرٱن الكريم ، وكذلك إحتل مكانة في علم الإدارة واتخذه المفكرون كمثال لتطبيق علوم الإدارة الحديثة 
... بداية نعرف أن من مقومات الإدارة السليمة الناجحة ، العلم ، والفن ، والأخلاق ، وعدم إدعاء المعرفة والفهلوة ، وترسيخ العدل والمساواة بين المرؤوسين ، والحكم عليهم بمعيار الكفاءة والمهارة والتعلم ، والتفاني في العمل ، والهدوء والإتزان في مواجهة محترفي الفساد والمؤامرات ، والتعلم من تجارب الٱخرين ، والإهتمام بصناعة القيادات لحمل الراية ، والإخلاص والإتقان في أداء الواجبات ، ونؤمن أن الله يحصى علينا حركاتنا وسكناتنا ، وأننا محاسبون في الدنيا والٱخرة ، ونوقن أن التغيير واقع لامحالة ، لأنها لو دامت لغيرنا ماوصلت الينا
... (نظرية الحمار الميت) ، هناك حكمة لإحدى قبائل (الهنود الحمر) في أمريكا تقول :
... أن نظرية الحمار الميت هو تشبيه ساخر ، يوضح أن هناك بعض الناس تتعامل مع مشكلة واضحة وكانّها غير مفهومة ، لكن بدلا من الإعتراف بالحقيقة ، يتعامون ويتفننون في تبريرها 
... والفكرة ببساطة : لو إكتشفت أنك تركب حمار ميت ، فإن أفضل حل وأبسطه هو أن تنزل من فوقه وتتركه ، وهذه نظرية (الهنود الحمر)
... ولكن الواقع فعليًا أنَّ هناك أناس بدلاً من أن تنزل من على الحمار ، يتخذون إجراءات أخرى مثلا أملا في الإصلاح :
... بعض المنظمات والمؤسسات غالبًا ما تقوم باستخدام (مجموعة وتكنيكات) مختلفة و (استراتيجيات) من وجهة نظرهم أنها الأفضل ، في التعامل مع الحمار الميت مثلا :
★ شراء سوط أقوى للقائد
★ تغيير الفارس الذي يركب الحمار الميت
★ تهديد الحمار الميت بإنهاء خدمته
★ تعيين لجنة لدراسة حالة الحمار الميت واقتراح الحلول معه
★ القيام بزيارة مؤسسات ومنظمات أخرى لمعرفة كيف يركبوا الحمار الميت
★ خفض معايير التقييم للحمير الميتة
★ إعادة تصنيف الحمار الميت بأنه حي ولكنه لديه تحديات حركية (معوق)
★ التعاقد مع فرسان أجانب لركوب الحمار الميت
★ خلق جو من التنافس بين الحمار الميت ، ومجموعة من الحمير الميتة ، لتطوير أدائه
★ عمل خطة تطوير وتدريب للحمار الميت
★ إعادة هيكلة معايير الإنتاجية لتحسين ورفع كفاءة الحمار الميت
★ التباهي بأن الحمار الميت يوفر في التكاليف لأنه لايجب إطعامه مثل باقي الحمير التي تحتاج إلى مصاريف عاليه 
★ إعادة صياغة متطلبات الأداء المتوقعة للحمير الأخرى لتتناسب مع الحمار الميت
★ وفي النهاية ترقية الحمار الميت إلى منصب قيادي وإشرافي ومنحه سلطات إختيار تعيين أي حمار في المستقبل
... وهكذا تدار عملية التطوير والبناء ، داخل الكثير من المؤسسات والمنظمات ، بكل أسف ، في مجتمعات الدول النامية ودول العالم الثالث
... الدرس المستفاد من هذه النظرية يكشف كم يوجد هناك أناس تفضل البقاء في حالة إنكار للواقع وتضيّع وقتها وجهدها في محاولات فاشلة ، بدل من الإعتراف بالمشكلة من البداية ومعالجتها
... وإلى لقاء في الجزء الثامن بإذن الله
... تحياتي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

بين اللطافةِ والشّقاوةِ بقلم فؤاد زاديكي

بين اللطافةِ والشّقاوةِ الشاعر السوري فؤاد زاديكي بَيْنَ اللَّطافَةِ وَالشَّقاوَةِ فَارِقُ إِنْ جاءَ بابَهُ بِالتَّفَحُّصِ طَارِقُ يَحْنو إذ...