بقلمي : د/علوي القاضي .
... وصلا بما سبق ، ففي (العصر الحديث) كانت الخيانات مرتبطة بالإستعمار والتدخلات الخارجية ، والأيديولوجيات السائدة عبر العصور ، مما نوع وعدد الدوافع والأهداف وراء الخيانات ، وأدي ذلك إلي التفريط في الأراضي العربية ، بقبول إتفاقية (سايكس بيكو) ، التي قسمت الوطن العربي دون الرجوع إلى شعوبه ، والتعاون مع الإستعمار ، وقبول بعض الحكام بالحماية الأجنبية ، والتنازل عن جزء من سيادتهم ، واستغل (أعداء الأمة) تلك الصراعات الداخلية في إثارة الحروب الأهلية ، والصراعات الطائفية ، التي أدت إلى إضعاف الدول العربية عامة ، وتراجع حضارتها وتوقف عجلة التقدم والتنمية
... وتعددت الخيانات وأصبح الخونة في عالمنا العربي كثيرون جداً ، لقد كانوا في الماضي ، وهم موجودون في الحاضر ، وسوف يظل الخونة موجودين في عالمنا العربي حتى قيام الساعة ، وخونة الماضي ذكرهم لنا التاريخ ، وخونة الحاضر سوف يذكرهم التاريخ مستقبلاً ، وهذا هو الجانب المظلم في تاريخ أمتنا العربية
... واستمرت واستفحلت خيانات العرب لأهلهم منذ (570م) حتى (2020م) ، والتى أثرت على مستقبل هذه المنطقة العربية ، وجعلتها تابعة للقوى الخارجية ، والتى أعادتها إلى التبعية بعد إنعتاقها منها فى فترة المد الإسلامي
... في سنة (570م) فى العصر الجاهلي ، يعد (قصي بن منبه بن النبيت بن يقدم ) ، الملقب بـ (ابو رغال) وهو الذي أرشد (أبرهة الحبشي) إلى مسلك الطريق الى مكة مقابل المال ، حينما عزم أبرهة على هدم الكعبة المشرفة ، والكل يعلم بنهايته ، حيث ذكر الله قصته بالقرآن الكريم ، وسميت بعام الفيل ، أما قبر (أبي رغال) الواقع بين مكة والطائف ، يرميه المارة بالحجارة منذ ما قبل الإسلام وحتى اليوم حينما يقصدون مكة المكرمة ، كما يرمي المسلمون الشيطان بالجمرات في موسم الحج من كل عام ، وجدير بالذكر أن في هذه السنة ولد النبي صلى الله عليه وسلم
... ولقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم بقبر (أبي رغال) هذا فرجمه وأمر برجمه ، فأصبح ذلك سُنة ، سجلها الشعراء العرب في قول الشاعر (جرير) :
.. إذا مات الفرزدق فارجموه *** كما ترمون قبر أبي رغال
... وهجا حسان بن ثابت ثقيف (قبل الإسلام) فقال :
إذا الثقفي فاخركم فقولوا *** هلم نعد شأن أبي رغال
... ولقد هدد (عمر بن الخطاب) الشاعر الثقفي (غيلان بن سلمة) فقال له : (لئن لم ترجع عن مالك لأرجمن قبرك كما يرجم قبر أبي رغال)
... والجدير بالذكر خيانات (يهود خيبر وبني قريظة وبني النضير) للرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنهم هزموا شر هزيمة مع مشركي قريش ، وتم تطهير شبه الجزيرة العربية من رجسهم ، إعلاناً عن إنتصار الإسلام ، وخرجت الجيوش الإسلامية لتطهر الشرق من القهر الحضاري الذي صنعه الرومان والفرس بشعوب الشرق لأكثر من عشرة قرون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق