بقلم محمد كركوب الجزائر
اكتُبْ… بِعَرَقِ الجَبينِ حَرفًا،
يَنهَضُ منهُ صَرحُ أُمّة،
و يُبنَى على جَذوَتِهِ عَرشٌ
تَتَلألأُ آثارُهُ عِزًّا و شَرَفًا
في القلوبِ… و في الأذهان.
لا تُحَقِّرَنَّ صَغيرَ فِكرٍ،
فَبِذَرَةُ الفِكرةِ…
إن هي نَضَجَتْ في مَهبِّ العَزم،
بارَكَ فيها الوَهّابُ،
فَتُزهِرُ عِلمًا،
و تَسقي كُلَّ أوّابٍ…
وَ عاقلٍ يَرْفَعُ يدَيهِ لِلسَّماء.
تَنهَضُ بها رُوحُ مُفَكِّرٍ مُعاصِر،
و فيلسوفٍ يَهْتَدي بالبصيرة،
وأديبٍ يَسكُب من شَهدِ رُوحِهِ لُغَة،
و عالِمٍ في كُلِّ مَجالٍ
يُهدي البَشَرَ ابتكارًا
يُنيرُ الدُّنيا و لا يَخبو.
هِيَ حُروفٌ…
لكنّها أبجديّةُ أُمَم،
تَصنعُ الفارقَ النَّوْعيّ،
و تَدفَعُ عَجَلَةَ التَّمكين،
و تُمهِّدُ طَريقَ التَّحديثِ
بِقَفزَةٍ نَوْعيّةٍ
لا يَقدِرُ الزمنُ أن يُوقِفَها.
رِسالةٌ تَعبُرُ الهواءَ…
و الأثيرَ… و السَّحاب،
لا ضَبابَ فيها،
بل شَفافيّةُ العارِفينَ الكِبار،
خُبَرَاءُ زَماني،
حُكماءُ المَآب،
أَربابُ دِيوانٍ و مِخبَر.
يا زُعماءَ النُّور…
يا حُكماءَ العَقل…
ها هو الضيّاءُ قد تَجَلّى ساطعًا،
فلا تَتَصدّاهُ الأبوابُ،
و لا يَحجُبُهُ جدار.
اكتُبوا…
فلعلَّ حرفًا منكم
يوقِظُ أُمّة،
و يُغيِّرُ مَصيرَ البلاد،
و يَسكُنُ النَّبضَ…
وَ يُحيي الضَّمائر.
حقوق التأليف محفوظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق