أضغاث_صديق*
بقلم
محمودالشهاري
مازلت انت ...لم تتغير .. منذ عرفتك ..
نعم ...لازلت أنت أنت.. ذاك البدر الذي يلمع في سماء الأخوة ليضئ الكون كله .. و تستمد الشمس وهجها من وهج صفاء روحك .. ليعم نورها كل حنايا الأرواح ..
نعم ..لازالت روحك الطيبة هي هي لم تفقد رونقها ونقاءها ولم تخبو هالة نورها رغم بعدالمسافات بيننا..
ولازلت أصوغ من حروفك كلمات الحاضر المشرق والمستقبل الجميل.. وأستقي ماءها سلسبيلا يروي ضمأ روحي المنهكة وينعش ساعاتي المتعبة .. وألتمس في انحناءات حروفها مرشدا ويدا تنتشلني من غياهب الشتات والفرقة ..
لازالت كلماتك عطرة لم تفقد شيئا من عبق أريجها الذي عطر أرجاء عالمي ..
ودعواتك لي تتنزل عليّ رحماتٌ من ربي تؤازرني في أوج المواقف وتتخطى بي أوعر الصعاب ،..
صحيح ياصديقي انك عاهدتني عهد الرجال الأوفياء..وانك لا ولن تخضع يوما لظروف الحياة مهما كانت ..وبتحدٍ يجعلني قويا بجوارك ☹️..
لازلت اتذكر كل تلك اللحظات التي مرت بنا وعشنها معا بكل محبة وجنون ،..تلك اللحظات هي من تجعلني واقفا في غيابك مهما تعثرت أو زلت يوما قدمي ..
تلك اللحظات هي من تمدني بالإصرار وتؤجج فيّ نار الحماس لمواصلة السير قُدما ومواصلة الكفاح…
نعم .. لازلت اتذكر حبنا المكتوب على حائط الصدق بحبر الوفاء.. وفي دفاتر اشعارنا الزاهية بأحرفها على سطور خالدة البقاء ..
وكتاباتنا التي جرت جداولا تسقي رياض محبتنا الحقيقية ..وتقي ربوع مودتنا الجفاف والعراء ..و تعزف نسائمها أعذب ألحان الخلود وتجدد الأشجان،..
لكن الآن ..للأسف ياصديقي☹️!
لم اعد أرى أو أحس أو أشعر بشيء من كل تلك الأشياء وخلا منها كل زمان ومكان من حولي..!!!
اصبحت ذكراها واهية.. اصبحت كسراب بقيعة.. أو حلم جميل فقت منه قبل التمام ..
تلك حقيقة نعاني منها جميعا .. وإن كنا نخفيها خشية الإحراج..
فنحن في زمن لم. يعد هناك فيه أناس ٌ صادقون في مشاعرهم وأحاسيسهم ، أصبحت الحياة تتحكم بهم ، وتقودهم الي جب مظلم ..فقدوا فيه طهر الحب وفقدوا فيه دفئ المشاعر الصادقة ..
أرى من حولي أحباب تتساقط قلوبهم صرعى في غدر أحبابهم ؛ وهي صادقة بماتحمله في أعماقها أسمى معاني الحب والوفاء .. ودون أن تجد لها نصيرا ينصرها أو منصفا ينصفها....!!
نحن ياصديقي نعيش ازمة إنسانية بشعة..فالحب لم يعد له معنى في زماننا… بل أرخص سلعة في سوق الأشقياء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق