توافق الأرواح
عذرا لا تلوموني على الصبابة و على الهيام
فلو رأيتموها لعلمتم أنها لؤلؤة نبيلة المقام
و لو علمتم تفاصيل الحكاية و عظم الإنعام
و كيف تظافرت أسباب الإختيار مند أعوام
لأدركتم أنه عطاء الله و تدبير متين الإحكام
و لأخذكم الذهول من الإنصهار و الانسجام
فوجدنا هبة من الله و ليس بمحاكاة للأفلام
و أنه أمر قد قدر بأمر الله و هو ولي الإتمام
لا ترتيب على المتيم فالقلب مأمور لا يلام
إنما هو سعيد بهبة الله و إن تخللتها الآلام
و لا يعتبر الوجد إلا إذا اجتاز شرارة الصدام
حينئذ يبرئ صدق الخلان من زيف الأوهام
أساسه مرضاة الله برئ من شوائب الحرام
فالعبد التقي يمتثل لربه بخنوع و استسلام
توأم متكامل يجمعه وجد متين على الدوام
كأنه صرح عتيد و قد بني على أسس الوئام
فهل تكبح جماح المتيم و هل يثنيه الفطام
مليحة الحسان رفيعة الخلق و منبع الإلهام
زكية العطر مربوعة القد و متناسقة الهندام
لؤلؤة كاملة الأوصاف و روحها أريج الأنسام
طموحة متفائلة و دؤوبة البذل بكل انتضام
لم أر مثلها في اليقظة و لا حتى في المنام
و لم أصادف من يضاهيها حتى في الأحلام
إذا أقبلت لاح نورها وكأنها البدر في التمام
وجه وضاح و قلب مسالم ندي دأبه الإكرام
طينة خير آمنة غصن من شجرة أخيار كرام
فنن حصور سمته عفاف بار لجذوره بالتزام
أهل التواضع و الجود و البر و صلة الأرحام
كأننا ولدنا لبعضنا و قدر يتوجه رضا الختام
ألف القادر بيننا و لن يفرق بيننا إلا الحمام
شاء المقتدر و انتقيتها بقناعة وسط الزحام
فما اختاره الله خير و الرضا سر أوثق الأنام
فالشكر لله على لؤلؤة وجدها في الفؤاد رام
ولجت الفؤاد و اكتسحت كياني بكل إحكام
أتحسس من بعيد من دون إزعاج و اقتحام
حذرة أقدر قناعاتها و أكن لها فائق الإحترام
صمدنا لعواصف هوجاء و تضحيات جسام
و قطعنا اشواطا ملأت بالمتاريس و الألغام
ولكن الله سلم فقد اندثر خبث ألد الخصام
رد الكيد في نحرهم و مكرهم أضغات أحلام
فالظلم ظلمات و دعوات المظلوم كالسهام
و الحسيب يأخد الفجار بالنواصي و الأقدام
أصواتها برباطة الجأش و عزة فارس الأحلام
فغيرة المؤمن شديدة و هي شرف المقدام
هي الشرط و جوابه و المبتدأ و خبر الإدغام
لأنها رفقة خير آمنة و لا يظفر بها إلا الهمام
آ.خ.حمو أشوخان
المملكة المغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق