*****************
خطى تاهت عناد في بيداء العتاب احالت ليل الود إلى اغتراب
كم من ثمار كانت زاهية امست كالقش بعدما نعق عليها غراب
الظنون نصير تمرد يتخذ الرحيل سبيلا لجهله بلهفة الاحباب
كيف يخفى عن النظر شعاع بدر الدجى وكيف يخفت الشهاب
كل ديار الهجر مقفرة تلعب في دوحتها الذكريات من الاحباب
تتخافت سحب الجفا على أسطح مياه الهوى الراكدة بالسراب
زارني في السحر طيفك ضاحكا واصبغ بنان الشوق بالخضاب
صحوت والاوجاع قد اصطفت عمدا مصرة على انتشار الهباب
سكبت أدمع الأسى وأفنيت عمري صبورا وما فقدت الصواب
ركبت التحدي بعزيمة العاشقين وشققت موج البحر وهو عباب
قد لبست هواك درعا أحتمي به من رماح عاذلي قبل ان أصاب
ما ساورني ريب بهواك فسألت الاقمار هل استحق منك العقاب
تفردت بالالام على الورى واجهزت على آمالي مخالب وأنياب
لها الويل من افتضاح أمرنا واخبار عشقنا صارت شيء عجاب
رميت في الفلوات عار تتناقلني رمال القيظ وقد اصابني لُهاب
أتى عليَّ الدهر بأثقال احماله وليس بمعجزي عن هواك صعاب
فسطاط لقائنا كان عامرا بالوداد لكن العاذل هدَّ اوتاده واصاب
صليجة العشق بريقها اضاء عتمة النوى والدنيا غيوم وضباب
عشق مبرح جثمت كلماته على أوراقي فتزينت أحرف الكتاب
عيب مهجتي انها بهواه باحت بكل أسرارها ولم تبق اي حجاب
زعم الاطبة ان علاجي مستحيل وما علموا علاج المتيم رضاب
افقت على الأيام وقد شهرت مهند القصاص مني بلا اي اسباب
أبت ان تمنح الشمس فرصة لتنير الكون وتزيح سواد السحاب
حييت وحدتي باكف الوجع وعلا لي صوت وانا مهدم وخراب
تبا لهواك قد تركني حالقا لا سماء هي تحويني ولا يلمني تراب
كفكف دموع الوجد فانها للمحاجر حرقة وللقلب أسى وعذاب
بقلمي....محمدالباشا/العراق
عباب = ارتفاع الموج واصطخابه
القيظ = الحر الشديد
لهاب = عطش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق