ذكرياتنا
حزينة هي الدنيا.
بقطرات مطر الحنين دموع تنهمر.
تتجلى كينبوع متدفق فيه كل الاحاسيس والذكريات.
دموع السماء تدغدغ احاسيس نافذة دار ترعرعنا فيه وكبرنا.
نمت اظافرنا بين صلوات الأهل وشموع نذور الليل الطويل.
وقنديل سهر أشبع عيون الساهرين.
وومضة ضوء قمر اطل علينا في يوم خجل وضباب.
قطرات مطر تلسع وتطهر كل حنين الماضي. وتستذكره بكل المشاهد.
أصلي على مذبح معبدنا. وأستسمح محبة ومغفرة الوالدين.
هو الركن المنذور بليلة القدر.
والعجينة المعلقة على شجرة توت.
وكبش شامي أحمر متراخي على غصن التوبة الى الله في التجلي ولحظة الغفران.
أستذكر أدوار ومشاهد كل اللاعبين والمشاغبين.
لشجرة العليق الملتفة على اشجار الحور والشوح.
هو مطر انزل علينا وحي جبران فتألق على قوس عدالة الله
ورحمته. ليسكب كل العبر في كتب خطت بخيوط من ذهب.
هو مطر انكب على امير المراة الحالمة. بالحب العذري.
اسدل الستار وما بخل بكلمة عن جسد انثى احبت الليل وسهر النجوم وضوء القمر.
ليجعل من الجسد عاشقا متمردا بين قضبان السجين وسطوة السجان.
هو مطر اذا انهمر. لتطاير رذاذا متعمشقا على دالية عتبة الدار
الاصيل. ومخدعه الثمين. والمعتق بندرة قاطنيه ومحبيه.
ذكريات شغف الحياة فيه لا تتطلب منا الا القليل.
أحلام لا تستدعي سوى ازاحة غشاوة عيون المتنمرين حينما تقع ورقة التوت.
ذكريات جميلة جمعت على رفوف من خشب.
زاد صفصف على صدر قش السنابل.
شباك نافذتنا اطلت منه كل زغاريد وضجيج طفولتنا.
ليتصدر عبق ترابه كل الأحاديث والذكريات.
واليوم تغير علينا كل شيء.
طرقات البَرَدِ تنقش على اجسادنا
أحكام قساوة الدهر على عباده
وجسمنا نحيل لا يقوى عليها
وقوس العدل محتار بين العدالة
ومطرقتها.
خجلت دمعات المطر حين هوت.
تكاد لو لامست شبَّاكنا لتعتذر.
د. المهندس حافظ القاضي /لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق