الرّسالة الخامسة عشر إلى ميلينا
ميلينا
لو كان للخيال جوارح
لأخبركِ كيف
تُلْضَمُ المفردات في يدي
حين أكتب عنكِ
كعنقود عنبْ
و تضيء الحروف
ليل أوراقي
مثل الشُّهبْ
و ينهمر الشّعر
من بين أصابعي غزيرا
كجدائل من ذهبْ
فيحبس العالم
من حولي أنفاسه متسائلا
بما عساها عليه جادت
و ما عساه كتبْ
لو كان للخيال جوارح
لَبثّكِ ولهي
ثمّ استحال دمعا
على وجنتيك انسكبْ
ميلينا
لو كان للخيال جوارح
لجاءني بعرش قلبكِ
في لحظاتْ
محمولا على أجنحة الطّيور
تحرسه الفراشاتْ
لو كان للخيال جوارح
فأدركَ الشّوق الذي يعتريني
لطوى الأرض بيننا
و ذلّل المسافاتْ
لَنَمَا بداخلي شجرة
و أهداكِ عشقي ثمراتْ
ميلينا
لو كان للخيال جوارح
من حسنكِ لنطقْ
لأتاكِ بقلبي و أوردته
مُسجّى على طبقْ
لسكب في عشقكِ
-و بكلّ سعادة -
دمي على الورقْ
لغزل من خيوط مشاعري
أوتار قيثارة
تنثر على مسامعكِ العبقْ
لو كان للخيال جوارح
لجُنّ جنونه
و أعلن في عشقكِ هزيمتي
لأحرقني ثمّ إحترقْ
أحبّكِ ، أحبّكِ ميلينا
هل رأيتِ بربّكِ مجنونا
بعد قيس مثلي عشِقْ
بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق