الأحد، 29 يناير 2023

سأظل أنا بقلم جاسم محمد الدوري

 سأظل أنا


                 جاسم محمد الدوري


سيكون لي موعد معك

كي أسابق ظلي المجنون

وأختبر ذاكرتي البالية

بعد كل هذا  العمر

هل ما زالت  مخضرة

كما عهدتها من قبل

أم ان خريفها 

استشعر الخوف

وخلع عنها جلبابها القديم

وأضاع كل شيء 

لكن عقلي الباطن

ما زال عالقا فيها

مثل فراشة ملونة

تحوم حول الحقول

ما زلت أحن بشوق

لتلك الليالي

رغم ان مواعيدها

كانت مؤجلة دوما

وأنا معلق

انتظر بلهفة ساعة اللقاء

وما بين اليأس والرجاء

يظل الوقت حاجزا بيننا

فيكون سيد الموقف

لكني اتبعثر بالحنين

كلما تغيبين عني

وأعود منتشيا

عندما اسمع صوتك

وهو يلهج بحروف أسمي

فتسكرني ابجدية الحروف

وهي تنثال هادرة

من بين شفتيك بلحنها

فأحس بوجدك

يبعثر وجودي

وأنا الملم بقايا حروفي

قبل ان ينفرط عقدها

وتعلن الحروف حربها

فلا شيء احب عندي منها

وانا ارآها ترقص فرحا

بعرس كان واخواتها

واعلمي يا أنت سامحك الله

ان الحج بدونك حرام

وان الصلاة بمحراب عينيك

صار لي غرام

وأنا لم استبدل حبك

إلا بالسجود والقيام

وانت هل ما زلت

على العهد بيننا

ام غرك البهرج الخداع

فارتضيت لنفسك هذا  المقام

فلن يطول الوقت

قد تخسرين الكثير... الكثير

ورغم هذا

انت حرة في الأختيار

حتى وأن

اطفأت نار وجدك

بكل هذا الأقتدار

سأقف انا امامك

ولن اكون 

مجرد رقم بين الأرقام

بل سأكون كما اشتهي

أشير بأصابعي

فتتبعني الأقمار

وأومئ برأسي للغيمة

فتجيء محملة بالأمطار

وللفراشات بأن تنث عطرها

فوق كل الأزهار

ورغم كل هذا

تظل الحروف بيدي

متقدة بقوافي الأشعار

اعزفها لحنا خالدا

تتغنى في كل الأسفار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لإبتعادي أسباب بقلم إسحاق قشاقش

(لإبتعادي أسباب) لقد ضاع عمري بالغياب وشاب رأسي وضاع مني الشباب وبت لا أعرف غدي من أمسي وترهلت على جسدي الثياب ولا أعرف كيف أُرسي وكم كنا من...