في غمضة ليل ورفة طرف
مر ذات يوم من هنا .
فرقصنا على إيقاعه
رقصة الموت والحياة
فبتنا بيده كريشة
بيد الإعصار .
أرض تئن من الجور
وتبث ليلاً للملأ شكواها .
بعد أن طالت أركانها وفضاءها
يد الدهماء والظلماء .
مر وترك إثره ذكرى أليمة
أنقاض وركام وخيام
تسكن في العراء .
فغصت الحناجر بالآهات
وعانقت أعتاب السماء.
ماذا هنالك ما الذي يحدث
ويجري هل يوم القيامة آت
ونادت بأعلى صوتها
اعننا ياربنا وارحمنا من
هذا البلاء .
الفرح فر مذعوراً متأبطاً
عكازه بعد أن إتشح بالسواد
وأقام مجلساً ومأتماً للعزاء .
والحزن أقبل راكضاً حافياً
مقيماً دولة في نشوة وخيلاء.
والأحداق غارت وغرقت بدمعها
وقلوب واجفة ترسل لعنان
الفضاء ألمها وتطلب الغوث
من رب السماء .
بعد أن ألهب الحزن نفوسها
وغاصت في أعماق
الأرض أقدامها لا تدري
أين سيكون مستقرها و مرساها .
السماء تزمجر غاضبة وتعصف
برعدها وبرقها وغيوم تبكي
بحرقة رأفة بالضحايا.
ودمعها يملأ الأرجاء .
من دقائق كانوا هنا أحياء
رباه والآن أصبحوا أشلاء .
ريح وبرد قارس وجوع
يفتك بالأعصاب والأمعاء .
وصوت أصم يصرخ
رباه كيف الخلاص رباه .
ياقلبنا كم تحمل من عناء
حرب ضروس وحصار
لا يرحم والآن بلاء
من يرفع عنا البلاء ؟!.
ويد تمتد من تحت الركام
تستغيث وتصرخ هلموا
إلي أحبتي أخي الصغير هاهنا
فيكم أنتم سادتي وإخوتي
ينهض من عمق الأنقاض أمل
ويرافقه رجاء .
ومن رحم الأنقاض تولد
طفلة الحياة وتخرج
للنور عيناها .
تسائل في وجف أين
أمي هل هنالك من رآها
فيرد الصمت أخذتها
ياطفلتي بغفلة يد المنون
من منا يأمن أن لا
تطاله يد المنون .
هذا هو قدرنا لعبت
بنا جميعاً يد الأقدار
وهذه كانت مشيئة السماء .
فاهدئي ياصغيرتي سترحمك
حبيبتي يد السماء .
... ... ... ... ... ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق