الحلقة_5
خرجتُ من المقهى بعد أن أيقظَ كل أوجاعي وأخرجتُ البعض منها ..
حتى أنني شعرتُ بشيءٍ من الراحة بعد المواجهة وكأنني بدأت أتحرر من سجن ٍ اسمه امجد الذي صنعته أنا بنفسي..
وصلتُ إلى البيت وعدت حوالي الخامسة مساءً..،
دخلت غرفتي ثم جلستُ أكتبُ ماوصلتُ إليه من حب لنفسي..
وكان أمجد هو نقطة ضعفي
وأول مصارحة مع نفسي
أنهيت كتابة مذكّراتي وخلدت للنوم بعد أن رميتُ كل ما يتعبني على الورق ..
وكان ذلك جزءاً من التفريغ والعلاج الذى كثيرا ماحدثتني عنه الطبيبة وهل
ستزول الأوجاع دون الإرادة والتحدّي..
أشرقتْ شمسُ الصباح لتهنئني على إزاحة الستائر التي حجبت عني النور لسنواتٍ عِدّة وتُخبرني بأنّ الحياة ما زالت جميلةً رغمَ الحزن..
خرجتُ من المنزلي مشرقةً كشمس الصباح والابتسامة ترتسمُ فوق ثغري حقيقيةً هذه المرّة..
كنت أنوي أن أخبر الجميع انني تصالحتُ مع نفسي وتعرفت عليها بل إني أعشقها و فورَ وصولي للعمل كنت مبتهجة ..
وكم كنت شديد الرغبة في رؤية الطبيبة لأرى ماستقوله في إنجازي بعد أن أعرض عليها نتائج ما أشعر به..، أراهنُ بأنها ستشجعني على قراري الذي انتظرته طويلاً..
كنتُ أمشي وأنا أتذكر كلامها انفصلي كلياً وعيشي حياتك
فالحياة لا تتوقف عند أحدٍ
أو سامحيه فمن يحب يغفر
كلماتها سكنت عقلي و ذلك المشهد الذي يتكرر كل مرة من جميل حديثها ..، وبين ابتساماتٍ الانتصار العفويّة سمعتُ أصواتَ زميلاتي لأجد نفسي
منسجمةً معهم في الحديث وضاحكةً و لأجد ضربات قلبي تتسارعُ وبعض الوجع مع ضيق في التنفس لأرحل في غيبوبةٍ و نوم ٍ عميق..
الحياةُ مفاجأة ولا تكتمل مع أحد
رغم أني أؤمن بأن كل ماهو من الله خير و سعيدة بالقضاء والقدر إلا أنني تذكرت أن فرحتي لم تكتمل يوماً..
دخلتُ في عالم اللاوعي وفي غيبوبةٍ مؤقتة بينما وصلتْ سيارةُ الإسعاف وحملتني لقسم الطوارىء ...
ما الذي سيحدث لأولادي من بعدي بعد ما أصبحت أنا
حان أجلي بعد أن حزمت أمري لأكونَ عن عشرة أمهات وعشرة آباء في انٍ واحدٍ أصبحتُ اليوم كأنني في عِداد الأموات ...
مونيا_بنيو_منيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق