"" "" "" "" "" "" "" ""
لَمْ يَبْقَ فِي العُمْرِ مَا يُوْحِي لَنَا العِيْدُ
فَالرُّوْحُ خَامِدَةٌ وَالقَلْبُ مَفْؤُوْدُ
بِأَيِّ حَالٍ أَتَيْتَ اليَوْمَ فِي عَجَلٍ؟
وَقَدْ تَمَادَى بِنَا ذُلٌّ وَتَنْكِيْدُ
قَدْ صَارَتِ النَّاسُ خَلْفَ القُوْتِ رَاكِضَةً
كَالوَحْشِ فِي البَرِّ لا يَكْفِيْهِ قَاعُوْدُ
أَمَّا الأَحِبَّةُ إِنْ غَابُوا، وَإِنْ رَحَلُوا
إِنَّ الفُؤَادَ بِهِمْ بِالحُبِّ مَصْفُوْدُ
صَارَ الحُفَاةُ بِأَرْضِ الشَّامِ سَادَتُهَا
حُثَالَةُ الخَلْقِ، أَنْجَاسٌ عَرَابِيْدُ
بَاعُوا بِلادَاً بِحَجْمِ الجُّوْعِ صَابِرَةً
وَالسِّعْرُ فِي يَدِهِمْ بِالكَادِ مَحْدُوْدُ
أَمَا كَفَاهُمْ سُيُوْلَ المَوْتِ تَجْرِفُنَا؟
وَلا كَفَاهُمْ بِنَا بِالأَرْضِ تَشْرِيْدُ
فَاسْتَوْحَشَ الهَمُّ دَارَاً لا عِمَادَ لَهَا
مُذْ أَقْفَرَ الحَيُّ هٰذا العَيْشُ مَفْقُوْدُ
وَاسْتَوْطَنَ الحُزْنُ وَالآمَالُ ضَائِعَةٌ
وَالدَّمْعُ مُنْسَكِبٌ وَالدَّرْبُ مَسْدُوْدُ
بِالبَحْرِ كَانَ لَنَا مَوْتٌ يُحِيْطُ بِنَا
فَالمَوْجُ يَلْطِمُنَا وَالقَوْمُ قَدْ بِيْدُوا
يا شَامُنَا اصْطَبِرِي وَاسْتَشْعِرِي جَلَدَاً
لا بُدَّ لِلَّيْلِ أَنْ يَجْلِيْهِ تَبْدِيْدُ
فَيَنْجَلِي الهَمُّ وَالأَحْزَانُ قَاطِبَةً
عَنْ أَرْضِنَا أَبَدَاً فَالنَّصْرُ مَوْعُوْدُ
مَا خَيَّبَ اللٓهُ صَوْتَاً كَانَ يَسْمَعُهُ
إِلَّا أَجَابَ لَهُ سُؤْلٌ وَتَأيِّيْدُ
الشاعر محمد طارق مليشو
المنية شمال لبنان
الأربعاء ٢٦ أبريل ٢٠٢٣. م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق