رُبَّانُ الشَّرِ
أحاسيس : مصطفى الحاج حسين.
تعثَّرتٍ الجُثًّة بابتسامةِ القاتلٍ
فتهاوتْ عليها رصاصاتُ المحبًّةِ
وسقطتْ شاكرةً لطفَ الجاني
الذي لم يبخلْ عليها
بطلقةِ الرحمةِ
للقاتلِ تاريخٌ عتيدٌ بالإنسانيًّةِ
فهو مَن شرًّدَ القتلى
تحت الأنقاضٍ
وهو مَنْ أخرسَ الأنينَ للأبدٍ
وهو من صدَّر المواطنينَ
إلى أصقاعِ العالمِ
عبر البحرِ والبرِ
والقذائفِ الذكيّةٍ
القاتلُ قدَّاسُ السلامِ
في محافلِ الذئابِ المتحضرةِ
القاتلُ المفدَّى
يلُمُّ شملَ ضحاياهُ
يقتلُ كاملَ أفرادِ الإسرةِ
حتّى لا يعصفُ بها التشرّدُ
يحرصُ على دفنٍهم بحفرةٍ واحدةٍ
مفتوحةٍ على الكلابِ الضالًّةِ
هو رحيمٌ مفترسٌ
شرسٌ وجدانيُّ الغرائزٍ
نصفُهُْ حيوانٌ
نصفُه الآخَرُ ملاكٌ
كلُّه عضوٌ في جامعةِ الدولِ
ما من مجرمٍ إلَّا ويقدِّر شأنَهُ
ما مِنْ صفيقٍ إلّا ويهتفُ له
وما من ذبيحٍ
إلّا وتعرَّفَ على سِكِّينِهِ. *
مصطفى الحاج حسين
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق