النّحتُ في صَخْرِ الحَياةِ
الشّاعر السّوري فؤاد زاديكى
يَنْحَتُ الإنسانُ في صَخْرِ الحَيَاةِ ... مِنْ بِدَايَاتٍ إلى يَومِ المَمَاتِ
هذهِ أحوالُهُ و المَدُّ مِنْها ... كُلُّ ما فيها بِحُكْمِ المُعْطَيَاتِ
في مَدى تَأثيرِهِ بَعضٌ يَسِيرٌ ... فالتّعاطي ليسَ دومًا في ثَبَاتِ
مُعظَمُ الأحوالِ تَجرِي في سِياقٍ ... خارِجَ المألوفِ والمعلُومِ آتِ
ذَا صِرَاعٌ قائِمٌ بَلْ مُسْتَمِرٍّ ... في رُؤى الأفكارِ ما مِنْ أحْجِيَاتِ
فَهْمُ هذا الأمرِ يَدعُونَا لِحَلٍّ ... قد نَرَى فيهِ ضُمُورَ الشّائِعَاتِ
يَنبَغي الإسراعُ في هذا بِوَعيٍ ... لا بأوهامٍ لِمَجْرَى حالِمَاتِ
قُوَّةٌ رُوحِيَّةٌ مِنْ كُلِّ بُدٍّ ... هَذِهِ تَدعُوكَ تَسْعَى بِالحَيَاةِ
إنّكَ الإنسانُ ذو عقلٍ رَصينٍ ... قُدْرَةُ التَّمييزِ مِنْ بَعضِ الصِّفاتِ
وَحْدُكَ المَشمُولُ فيهِ دونَ غيرٍ ... ليسَ مَوجُودًا بِكُلِّ الكائِنَاتِ
واقِعُ الإنسانِ مَدْعَاةُ اهْتِمَامٍ ... قد وَرِثْنَا ما تَرَى عَنْ أبَّهَاتِ
حاوَلُوا إسعادَنَا في كُلِّ شيءٍ ... أخْفَقُوا حِينًا و حِينًا في نَجَاةِ
ثابِتٌ هذا بِتاريخٍ طَوِيلٍ ... فَهْمُهُ حَقٌّ وَ مَا مِنْ مُعْجِزَاتِ
إنْ حَصَدْتَ الفَوزَ في مَجرَى صِراعٍ ... صِرْتَ بالأحكامِ في مَنحَى التُّقاةِ
واثِقًا مِمّا تأتّى عَنْ صِراعٍ ... في حَياةٍ, حِزْتَ مَوفُورَ العِظَاتِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق