الأحد، 30 يوليو 2023

صرخةُ عزاء بقلم الكعبي الكعبي ستار

...... صرخةُ عزاء .............

قدرُ الدُّنا كانَ العناءَ الكاربا
من فيهِ كم نطقَ المُحالُ غرائبا

وترى البرايا في ذهولٍ تكتوي
ضربتْ براحِ الوجدِ راحاً نادبا

وعوالمٌ بالآهِ تنفثُ حزنَها
أمستْ عيونُ العالمينَ سواكبا

عبراتُ دهرٍ لاطماتٌ في الورى
صُبَّتْ مدامعُها حداداً ساربا

وبلا فطامٍ أرضعتْ حسراتُها
كهلاً وطفلاً بالجوى وشبائبا

وتنهّدتْ أرضُ الطفوفِ نُواحَها
ضربَ الأسى منها فؤاداً لاغبا

صرخاتُها أخذتْ تصوغُ قصائداً
نحْرُ الحسينِ نداهُ كانَ الكاتبا

والشوكُ من جمرِ القلى وخزَ الخطى
بالقرب منهمْ كم تساقُ نجائبا

وعلى خدودِ السبي قد نسجتْ لهمْ
تلكَ الدموعُ الذارفاتُ مصائبا

وتمايلتْ حنقاً جوانحُ دهرِنا
للثأرِ قد ركبتْ مناهُ سلاهبا

قد هدّمتْ للظالمينَ عروشَهمْ
سلّتْ على الطغيانِ سيفاً ضاربا

كسفٌ وخسفٌ ثمَّ ريحٌ صرصرٌ
نزفتْ صخورُ القدسِ صرنَ عجائبا

وعلى أديمِ الأرضِ قد مطرتْ دماً
مُذْ قد رأتْ تلكَ السماءُ معاطبا

للناسِ خط مدادُها إنشودةً 
وبلحنِها أشجتْ إماما غائبا

نادى بثاراتِ الحسينِ عزاؤها
وسقى عيالاً بالدموعِ زواغبا

وكأنَّهُ في ركبِ سبيٍ يمتطي
عبر المدى صهواتِ نصرٍ غالبا

ضجّتْ بأهليها اعتلتْ أفراسَها
ولكربلا زحفتْ تريدُ مطالبا

لبستْ دروعُ الحربِ حرّكَها الأسى
كلٌّ يراقبُ ذاهباً أو آيبا

جبريلُ دمدمَ غاضباً منهُ الجوى
ذرفَ الحِمامَ مشارقاً ومغاربا

في صمتِ دنيانا يُدوّي وعدُهُ
ولسانُهُ للخصمِ كانَ مخاطبا

مهما شربتمْ من دماءِ محمدٍ
عن ربِّهِ قد صاحَ فيهمْ نائبا

تكسو وجوهَ الآلِ حمرةُ نزفِهمْ
وترى وجوهَ الشاربينَ شواحبا

وبهيمةُ الأنعامِ في فلواتِها
نَدَبَتْ ذبيحاً في الطفوفِ عصائبا

ولسانُ حالِ عويلِها بفصاحةٍ
نادتْ لُغاهُ خوالفاً ونواصبا

لمحمدٍ لِمَ في ابنِهِ ذبحٌ مضى
أ بدينِكمْ أمسى الحسينُ مشاغبا

ميمونُ عزٍّ في تحدٍّ ما انحنى
بصهيلِهِ للنبلِ خطَّ مراتبا

ساحاتُ مجدٍ صالَ في جنباتِها
للجيشِ كانَ بحافريهِ مُلاعبا

قصدَ الخيامَ معزِّيا أُلَّافَهُ
بصداهُ يندبُ للرسولِ حبائبا

ذرفَ الدموعَ مُحمحِماً في دهشةٍ
وا زينبا قتلوا الإمامَ الراهبا

عيناهُ تحكي في الخدودِ وداعَهُ
عذراً أبا الأحرارِ يصرخُ ذاهبا

يرمي الجناةَ بنظرةٍ فيها اللظى
ولقد بدا متوثباً ومراقبا

من نحرِ سيّدِهِ تمرّغَ بالدما
ولأجلِهِ في الطفِّ قامَ مُحاربا

زفراتُهُ ألقتْ جموعاً في الردى
صارتْ رماحاً للعدى وقواضبا

ولفيضِ أحزانٍ أقامَ عويلَهُ
بعزائهِ باتَ العزاءُ مساربا

نحو الفراتِ بلوعةٍ حثَّ الخُطى
مع غضبةِ الأكوانِ أمسى غاضبا

يا نهرُ أفٍّ ليتَ ماءكَ غائرٌ
وتكونُ أجَّاً للبغاةِ عواقبا

ونزعتَ موجَكَ من أكفِّ مخاتلٍ
ولقد اخذتَ من الحسين جوالبا

والشمسُ في خجلٍ تحاورُ نفسَها
قد صُغْتُ من قيظي حساما ناشبا

ماذا أقولُ لأحمدٍ في سبطِهِ
إن كانَ لي يومَ الحسابِ معاتبا

كيف اعتذاري من عليٍّ في ابنهِ
وبنارِها حاكتْ سمومي ناصبا

فكنارِ ابراهيمَ بردٌ ليتني
عدما تراني أو أُنَحَّى جانبا

يا ليتني سيفُ الرَّدى لأُميةَ
في كربلا يسري أواري قاضبا

......
الكعبي الكعبي ستار
عذرا القصيدة طويلة وهذا مقطعها الأول







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

شفافية بقلم عبدالرحمن أمين المساوى

شفافية قوانين التدرج  طريقة لأسلوب ردكالي قديم بطريقة معاصرة نبتغي بها وجه الله لعل وعسى يكون المنطق أثره الإيجابي على عصبة الأمم وحكام العر...