من البحر الكامل
بقلمي :سليم بابللي
ثوبَ الحِدادِ لِمحنتي لا ترتدي
لاتحزني ما ضاعَ أمري من يدي
مازالَ عندي في الكِنانةِ قوةً
مِنْ شأنِها تغييرَ ألوانَ الغدِ
يا صرخةَ البارودِ لَبّي و اردِفي
صوتَ الحناجِرِ في ظِلالِ المعبَدِ
إخفِ الدُّموعَ و أَظهِري بِشَراسَةٍ
مِمّا تَخبأَ للنهارِ...... الأسودِ
غَضَباً يُزلزِلُ كِبرَهُم و عُروشَهم
و يدُكُّ في الأرجاءِ حصنَ المعتدي
كُلٌّ يُجاهِدُ ما استطاعَ سبيلَهُ
في كُلِّ ما طالت يداهُ سيفتدي
بالعنفوانِ و أَعزُمي و كرامتي
بصدى الإباءِ هُنا سأنصُبُ مِقعدي
سَأَظَلُّ في أرضي أُقاوِمُ غدرهُم
ما أوصَلَت هدفاً حياةَ مُشرَّدِ
قَسَماً سأبقى ما حييتُ بِمبدأي
لو سِرتُ في دربِ الجِهادِ بمفردي
ما كنتُ مُنتَظراً بِيومٍ نُصرتي
إلّا دماً حُرّاً لِجُرحي يهتدي
ما عاشَتِ الأوطانُ قطُّ حَمِيَّةً
إلا بِرِمحٍ أو بِحَدِّ مُهَنَدِ
نهجُ المُروءةِ سِرُّ تحقيقِ المُنى
مِنْ نورِهِ دربُ المعالي يبتدي
عهداً سأنهضُ مِن رُجوعي مارِداً
كالسهمِ نحوَ الدّارِ جذلَ المَقصَدِ
يا دارُ إن كانَ الزمانُ بِنا كَبَا
شَبَحَ التَّوَهُّنِ عن جوانبكِ اطردي
أختارُ دربي لاتَهُمُّ قساوةً
في الصَّعبِ يجنَحُ خاطِري للأبعَدِ
قد زادتِ الآلامُ و ازدهرَ الأسى
من كثرَةِ العثراتِ، ما مِن مُنجِدِ
فادعي بنا و ادعي لنا في جذوةٍ
لِدمٍ فلا تردي و لا تترددي
إن ضَنَّتِ الأفكارُ فَكَّ قيودِنا
قيدٌ جديدٌ زادَ كُلُّ مُقَيـد
لَرَجاحَةٌ فيها تُؤدي دورها
عَظُمت بِطَرحٍ أو سَفَتْ لا تجحدي
بالوعيِ و التدبيرِ ينمو غرسُنا
إن لم يكن درباً لذلك أوجِدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق