الثلاثاء، 28 مايو 2024

حين ألقاك بقلم محمد السيد السعيد يقطين

حين ألقاك
 
أيَّتُها الغائبةُ عنِّي
أُحَبُّ النَّاسِ لقلبي
وأقربُهُم لِوجدَانِي
أَوتعلمينَ أيَّتُها السَّاكنةُ بينَ أضلُعِي
والسابحةُ في عُرُوقِي ودَمي
أنَّ خيالَكِ أبدًا لم يفارقْنِي
وأن ذكرياتِكِ الجميلةَ
تمرُّ دائمًا بخاطري
النُّجومُ تذكِّرُنِي كُلَّ ليلةٍ بِكِ
والقَمرُ بِنُورِهِ أرى فِيهِ جَمالَ وجهك
ولم تفارقْني نظرةُ عينَيكِ
ولا سِحرُ ابتسامتِكِ
إنَّني أتذكَّرُ لياليَ الشتاءِ الباردة
حين تعانقيني تحت قطرات المطر
وأنت مبتلَّةٌ تمامًا
فأشعرُ بِجَسَدِكِ الدافئِ
الَّذِي يتحدَّى قسوةَ البَردِ
أتخيلُكِ حينَ تنامينَ بين يديَّ
وأنتِ تجلسينَ في قِطارِ الزَّمَنِ
كعصفورةٍ وَديعةٍ بِجَانِبِي
وحينَ نتنزَّهُ فِي الحَدَائِقِ بَينَ الْأشجَارِ
والزُّهورِ التي تنثرُ عطرَهَا عليكِ
فتمُدِّينَ إليها يَدَيْكِ
حتَّى تُلامِسَ رِقَّتَكِ ومحبتَكِ
وحِينَمَا يَشكُو قلبي غفوةً منكِ
يُراودُنِي هَوَاكِ
وأنسَى بُعدَكِ وجَفَاكِ
وأنتِ بينَ يديَّ تنظرين إليّ
وتُشَاغِلِينَ نفسي
وتقتربين كثيرًا حتَّى تسبحِي بِدَاخِلِي
ونَذُوب فِي بعضِنَا
وتكون أرواحُنَا واحدةً يا حبيبي
والنَّهرُ الخالدُ ومراكِبُ الهَوَى
حينَ تُرافِقُنا إلى عالَمِ الخَيَالِ
نتقاربُ مِنْ غُرُوبِ الشَّمسِ النَّاعِسَةِ
فِي أحضَانِ الجَمالِ
ونَعُودُ مَعَ بُزُوغِ فجرٍ جديدٍ
إلى شَاطِئ الحَيَاةِ والأمَلِ
وأمشِي في نفس الطريق
وأنظر حولي فلا أَجِدُكِ بِجَانِبِي
لِأتيقَّنَ أنَّ ما حَدَثَ أحلامٌ
إنَّ ليلةً واحدةً لم تُفَارِقِينِي
مِثْلَمَا قَبلُ
لم تُفارِقِي أيَّامِي حبيبتي
بقلمي محمد السيد السعيد يقطين .مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

كان سرابا بقلم أحلام العفيف

"كان سرابا" ما ضلّ الهوى يوما وما كذب  إنّ المحبّ لا يسلو وإن غاب  هي أقدارنا كُتبت علينا  لقاء دون تخطيط  وفراق دون إرادة أو ارتق...