الخميس، 30 مايو 2024

قصة حب بقلم جرجس لفلوف

قصة حب..
كنت أحضر في أحد الأيام عريا لأحد أصدقائي وكانت تحيي الحفل مطربة ذات صوت جميل تنطق الكلمات وكأنها أحدثك وانت سعيد بما تسمع
رحلت بي الايام وصورة مطربة العرس لم تفارق خيالي لقد احتلت ذاكرتي وصرت أراها في نومي ويقظتي آية في الجمال تملك وجها طفوليا وابتسامة ساحرة ونظرة جريئة ؤشلال شعرها الأسود الناعم المعتقل تحت غطاء رأسها الشفاف يناضل لنيل حريته فهل صرت انا معتقلا في سجن سحرها وعلي أن أناضل لنيل حريتي ام ابقي ذاتي مدفونة داخل معتقلها الملائكي.? 
هجرت سهر الليالي والتسكع في الشوارع والساحات وسجنت ذاتي داخل ذاتي وبدأ السؤال يلح هل ساراها ثانية.? والجواب يرحل مع الريح فأنا لم أكن أعرف عنها شيئا فكيف السبيل إلى لقائها وقد ذهبت كغيمة صيف قبل ان ترش وجه الأرض بعطرها وفي لحظة صفاء سمعت صوتا من داخلي يقول ابحث عنها في مقاهي الغناء والطرب 
بدأت البحث في هذه المقاهي الى ان وصل بي المطاف إلىأحد المقاهى الشعبية في زوايا إحدى الحارات القديمة حيث جلست انتظر الفراغ والوصلة الغنائية وكانت المفاجأة التي سمرت عيني على وجه امرأة يلفها النور تدخل المقهى وكأنها حورية هبطت من السماء
وقفت انا وقد ابهرني النور الذي أشرق دون سابق إنذار. توقف الملاك وأمال رأسه باتجاهي واحاط خصره بكفيه مصوبا شعاع عينيه إلى وجهي وكأنه يسألني لماذا تاخرت أيها المخادع.? ثم تحرك نحوي واناجامد غارق في بحر عينيها وقد أدركت خبلي وخافت أن أسقط مغشيا علي من هول المفاجأة فاقتربت وقالت: 
...ما رأيك صديقي بلغة العيون.?
لامست كلماتها أحاسيسي كنسمة هواء باردة قادمة من الجنة أنعشت روحي فقلت 
...ليس لعقلي القاصر المعتقل في سجن سحرك أن يكون له رأي في اجمل مخلوق رأيته على وجه الأرض. ارجو ان تتكرمي بالجلوس إلى مائدتي المتواضعة لنتعارف أكثر بالرغم من ثقتي بأنني عرفتك مذ ليلة العرس ولم ولن أنساكي قالت
....كلامك جميل لا استحقه شكرا لدعوتك سانجز وصلتي واعود إليك بعدئذ. قلت
 .. ..سانتظرك بفارغ الصبر بالرغم من ان الانتظار أقسى من الصبر 
ودعتني بنظرة آسرة أخذت معها عقلي وعندما صدح صوتها تسلل إلى روحي واخذني إلى فضاء واسع نسيت فيه الإحساس بالزمان والمكان ولم أعد إلى ذاتي إلا عندما رأيتها مقبلة نحوي فاسرعت للقائها وعلى رأس الطريق صافحتها دون كلام وأخذت بيدها وجلسنا متقابلين وبقيت لغة العيون وحدها وسيلة التفاهم وقد كان جمالها صارخا افقدني القدرة على النطق إلى أن قطعت حبل الصمت قائلة 
...لم تنظر إلى وجهي هكذا ولا تتكلم.?
...اخرسني جمالك حدثيني عما تريدين البوح به فانا لم أعد احتمل ما انا فيه 
...اسمي هالا وساخبرك قصة حياتي فيما بعد 
...هل سيكون بعد الآن بعد.? 
...الكون يرتكز على ثلاث( الحب. الصدق. الايمان) ألا تؤمن بذلك.?
...فقدت الإيمان إلا بك أدخلتك قلبي واقفلته حتى لآ تخرجين منه 
...حتى لا اخرج منه ام حتى لا تدخله امرأة اخرى.?
...قلبي لا يتسع إلا لنحلة واحدة تمتص رحيق ورداته وتحوله عسلا ندخره إلى ما بعد 
...لا يمكنني نطق كلام جميل ومعبر مثلك هل ستعلمني كلمات اغنية أرددها في أحلامي اتعدني بذلك.?
كنت انظر اليها واسأل هل تريد إثارتي.?هل تعبث بعواطفي.?هل أحبتني فعلا.? الحب يدخل القلب دون استئذان يجتاحك كإعصار يجرفك كما جرفني إعصار سحر عينيها وجمال وجهها السماوي وابتسامتها الماسية الجارحة فهل جرفها الإعصار مثلي.?وفجاة صحوت من غفوتي وقد أبطات الجواب وظهر العجب على محياها فقلت 
...تعلمت من عينيك سحر الكلمات وستكون كلماتي لك وحدك رتليها في صلاتك كما تشائين.اسمي وحيد. انت جريئة يا هالة وجراتك تخيفني كما جمالك لكنني تعودت قهر الخوف بالحب مهما اشتد لهيبه وساخوض معركتي حتى النهاية سلاحي طهارة القلب والكلمة الطيبة والإيمان بالفوز..أجابت
هل انا ساحة معركتك.? انا قادمة إليك لا أحمل سلاحا غير سلاح الحب وانا منذ ليلة العرس لا أزال معلقة في بؤبؤ عينيك اغمضتهما ولم تدعني أخرج من سجنهما وغدا ساراك في نفس الموعد ونكمل حديثنا مهما كان طويلا سيكون وقتي كله لك آنئذ..قلت 
انت عصفور في قفص عيني تحلقين بهما إلى حيث تريدين ونحلة في حديقة قلبي تجنين العسل لأيامنا القادمة وجنية في سماء عقلي تمنحني حب الحياة لأنك أنت الحياة قالت 
...تأكدت انك تحبني كما احبك وغدا سنحلق على جناح الريح 
قلت لماذا غدا ؟ الآن أنا وأنت نذهب إلي أهلك ومن هناك نرحل إلى حدائق الحب حاملين خوابي العسل على أكتافنا 
خرجنا متشابكي الأيدي ورحلنا إلى جنة حبنا صامتين 
جرجس لفلوف سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اغضب بقلم أحمد الكندودي

  اِغضب  *** اغضب لرد نخوتك التي  داسها جرو... فقد الملة  والهوية عجب ثر على صمتك عجزك ونقصك  ويأسك اِحرق  في النقس والعقلية كل خرافة... وشط...