بعد أعوام مضت و شهور
زار الفنان مرسمه المهجور
كشف عن لوحاته القديمة
ألقى عليها نظرات أليمة
أزاح عن ذكرياته الستائر المغبرّة
قوي على مواجهتها هذه المرة
فتح معها حوارا و جادلها
ثارت نار ثم خمدت جذوتها
أخرج من حقيبته فرشاة و ألوانا
عزم أن يزرع دربه سوسنا و بيلسانا
لهذه اللوحة ذات السماء السوداء
أضاف نجمات و قمرا يشع ضياء
لهذه اللوحة ذات الأرض القاحلة
أضاف خميلة و ينبوعا مياهه سائلة
انتقل للوحة تتوسطها سيدة مغتمّة
تتكئ على كرسي وحيدة في العتمة
صيّر دمعاتها عقدا ماسيا براقا
حلاّها بابتسامة و أضفى عليها إشراقا
حمل بين يديه لوحة حمام مسجون
مكبل بأصفاد الكآبة و الشجون
رسم فضاء رحبا و فتح له الباب
ليطلق العنان لفكره و يعانق السحاب
أخيرا جلس يتأمل لوحة يلفّها الغموض
وحده يستطيع أن يسبح في يمّها و يخوض
وضعها جانبا ابتسم و غادر المكان
أقبل على الحياة بحماسة و شجاعة الفرسان
***بقلم أمينة المتوݣي***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق