الجمعة، 11 أكتوبر 2024

ما ضرّ عيناكِ تُسقِي القلبَ ما يرِدا بقلم عبد العزيز دغيش

ما ضرّ عيناكِ تُسقِي القلبَ ما يرِدا
أما يُرى أن الروح فيك قد شردا
غاب عني وبات نهباً لأساهُ وللردى
يقضي نهارَه في العراء
دون شربٍ ودون زادٍ ودون رداء
يباتُ ليلَهُ مفارقاً جسدَه
بالقرب من بابكِ الموصدا
أما تَرِيْن كيف غاب عنهُ
الحلمَ والرشدَ والسؤددا
فإلى متى تستبقيَهُ عيناكِ
جسدا مجردا
صار وعاءاً لوجعِ واغترابِ روحِه
واعتلالِ قلبِِهِ وأنينِِ حشاهُ وكبدَه
هامَ وحامَ واستبدّ به الهوى
وبه اكتوى واستبقاهُ أوحدا
وغدى ولهاناً يطاردُ وجدَهُ
ليلَ نهارٍٍ حتى بدى
خيطَ دخانٍٍ بما غدى وما سردا
مضى وميضُهُ خلفِك وهاجاً
حتى انكفى وخبا واتّأدا
ما لي ومالَ غدٍ
فما مِن غدٍ تجَلّى في هواكِ أبدا
من أين سياتي الغدُ لقلبٍ لا يجدُ
مَن يرعاهُ وليس مَن يَرِِدْهُ الموردا
يا غيدُ من أين هذا الغدُ يا غيدُ
وعيناهُ أبْتلَتْ بما تجحُدا
يموتُ ظمِئاً اليوم قلبي
فشرابُه سراباً بددا
هَلِكْتُ وهلِكَ الزمانُ معي
وأهلَكْنا معنا الأبدَ والسرمدا
يا سائلي عن هوى المحبوب
روحي وقلبي فدا
يُوَلِعُ بجنبي جمراً متقدا
يا وعدَ وعدي ويا طيراً غَرِدا
يا قطرَ الندى
ويا احتشادَ الزهرُ والوردُ
في ما لِنا من حيزٍ ومِن مدى
في كونِنا وفي الأفئدة
لما الصدُّ و اللحنُ في فيك
من صبحِهِ منشدا
يصدحُ بأهازيج عشقه
وترانيم حبه وتلألؤ أقماره
ومواويل الفدى
يفتح المدى لرجع الصدى
اما لِرَيِّك ومن سُقياك
من سبيلٍ أبدا
أما من يوم حاضرٍ بهِيجٍ متقدٍ رغدا
أما من مجالٍ لشاعريةٍ متجددة
يا عاذلي لا تلمني فما لي من حيلةٍ
فإما العيش في حسرةٍ أو الموت كمدا
وقد اخترت موتي
فالعيشُ دون من أهواهُ
موتاً مؤكدا .
.
.عبد العزيز دغيش .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ما ضرّ عيناكِ تُسقِي القلبَ ما يرِدا بقلم عبد العزيز دغيش

ما ضرّ عيناكِ تُسقِي القلبَ ما يرِدا أما يُرى أن الروح فيك قد شردا غاب عني وبات نهباً لأساهُ وللردى يقضي نهارَه في العراء دون شربٍ ودون زادٍ...