إلى الشّعب السوريّ النّبيل :
أيها الشعب الأصيل :
أريد أن أكتب لك حروفا ً خالدة بصدقِ موضوعيتها وواقعيتها لا بعاطفتها لتتناسب مع شخصك العظيم وروحك السامية .!
لكنّ حروفي لن تجد من الكلمات مايليق بشخصك النادر الأصيل ..؟ ولغتي لن تستوعب جماليات احاسيسك التي تسمو على الوصف..؟
فكيف أكتب لك دموعي في تعليق وحزني في سطور وأنا بعيدٌ عنك .؟
حتى أقلامي تتأوه والحزنُ القابع في صدري يستلّ سكاكين الماضي ويشرع في الروح تمزيقاً وآلاماً ، ولكن اللوحة المشرقة للشعب الأصيل تمنحنا الأمل والسعادة لتجعلنا ننسى الجراح والمعاناة والألم .
أجل : هذا ما كنا ننتظره ونأمله من الشعب العريق الأصيل بعد معاناةٍ دامت أكثر من نصف قرن لأن يتحرر من ظلم الأحكام الفردية والديكتاروية وما يرافقها من معاناة وويلات .. لكن و بكل مرارة وأسف نقولها : وبعد هذاالإنجاز العظيم تظهر أمامنا مظاهر لا تليق لا بالثورة ولا بأهدافها العظيمة .. عندما نرى العلم الأمريكي يرفرف مع العلم الوطني أو علم الثورة وهي التي تحتل أرضنا وتسرق كنوزنا جهرا وعلنا .. وتجتاح اسرائيل لتحتل أرضنا السورية التاريخية ولا نسمع أي تعليق من الثوار الأحرار ..
ولا حتى تنديد أو شجب .. ونسمع بعض الأمور المؤسفة حول التفريق بين شخص وشخص ودين وقومية .. وحتى السجناء يسأل عن دينهم عندما يتحرروا من السجن الرهيب هل أنت مسلم أو مسيحي .؟ ومن أي بلد لكشف أثنيته العرقية .؟وهو الذي عانى الويلات عشرات السنين تحت التعذيب وبدون محاكمة .. وهذا أمرٌ غريب عن التحرر والإنسانية والأهداف السامية التي تنظر إليها الثورة والشعب نحو التحرر والتنوير والمساواة والعدالة .!.؟ .
أيها الأخوة .. أيها الثوار : . لنقف يدا ًواحدة وبكل طوائفنا وقومياتنا وأدياننا ضد هذه الممارسات التي لا تليق لا بالتحرر ولا بالثورة ولا بالشعب السوري الذي يضرب فيه المثل بالإخاء والتفاهم والتحضر والتنوير ، ونبني وطننا الذي ينهبه الغرباء ونلملم شعبنا الممزق المسكين تحت كنفه ونرتقي فوق الصغائر ، ونكوي جراحنا وآلامنا الكبيرة .
/
كلّنا سوريّونْ ..!!.؟ شعر / وديع القس
/
إقفلوا بابَ العفونةْ يا أصايلْ
وتحدّوا كلَّ أنواع ِ الحبائلْ
/
انتَ شعبٌ واحدٌ قبلَ الزمانا
فتعالى فوقَ أصغار ِ المسائلْ
/
دمنا في التّرب ِ يروي للعطاشى
لا فروقا ً في ديانات ِ السّنابلْ
/
كلّنا أهدافُ موت ٍ للغريبْ
كلّنا موتٌ وقتل ٌ ومهازلْ
/
انتَ جيرانيْ وأهلي بالولادةْ
لا تساوينيْ نكيراً كالمخاتلْ
/
أنتَ أهليْ وأنا سوريُّ أصلٍ
فلذةُ الأكباد ِ منْ طين ِ الأصايلْ
/
إنّكَ الكردُ .. وإنّيْ عربيٌّ
إنّكَ السريانُ منْ روح ِ الأوائلْ
/
كلّنا اخوانُ دمٍّ ومصيرٍ
وترابُ الأرض ِ يحوينا شمائلْ
/
إنّما الأغرابُ خبثٌ ومطامعْ
همّها قتلٌ وتدمير ِ الفضائلْ
/
قسّمونا ، هجّرونَا ، في شرور ٍ
ثمَّ خلّونا رميما ً وهياكلْ
/
إنَّ سوريّا كأمٍّ قدِّسوها
تجمعُ الأبناءَ ما قبلِ الرّسائلْ
/
فلنكنْ في ظلِّها جسما ً وحيداً
نتحدّى الكونَ في عزِّ الفضائلْ
/
فتعالوا نرتقيْ فوقَ المآسيْ
ثمَّ نبنيْ وطنَ العزِّ خمائلْ
/
وطنٌ يجمعُ الإنسان َ حبّا ً
لا كدينٍ، لا كعرقٍ ، لا قبائلْ ..!!.؟
/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق