و في منتصف طريق المساء
غارق أنا
في موج عينيك
في ظلماتي في يأسي
أتجرع شراب النسيان
غارقة في يدي كأسي
منذ مدة لم اسمع صوت مؤنستي
لون البعد موحش
طغى الظلام على بريق أُنسي
في ليلة الأمس
كان حديثي عن صورتك مع نفسي
عن سحرك وعن كتابة الشعر
عن خصلة تدلّت من غرّتك
كالوتر فوق ثغرك تترنم بعبق النفس
وعن الياسمين المتموج بين ضفاف أنوثتك
عن سذاجتك وغرورك
عن ذاك الثغر العربي الماسي
عن جنوني و عن العشق المنسي
إستيقظ من سباته حلمي
إستيقظت جروحي
على صوت الألم القاسي
في ليلة الأمسِ
جاءت حبيبتي
وكأنها أميرة من الجن
تنشر سحرها وجمالها في قلوب الإنسِ
كالزهرة اليانعة في آخر مواسم الطفولة
رحيق الشوق نضج في ثغرها
في وتر عينيها والقوس
على دروب ذاكرتي تمشي
صوت خطاها كالنسيم كالهمس
على صهوة آخر موجات الغروب
بدا شراع من الأفق القرمزي
قد أرسلته الشمسِ
فوق الماء فرش القمر ضوءه الذهبي
لتقف أميرة اللوتس
و ثوبها الأبيض
باسط جناحيه كالنورس
أغنية فينيقية تراقص البحر
على نغم قرطاجي
بسحرها الشرقي و عطرها النرجسي
ملتقى البحرين كان وجهها
ياسمين المتوسط بريق عينيها
ليل وموج ونسيم من الأطلسي
كالغيم شعرها حرير مزيّن
بنقش فارسي
و إبتسامتها تقاسيم عود
وموشح أندلسي
في ليلة الامس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق