تراقصت الأقلام تنعى...
العام
تغدق عليه من اللوم...
صفحات
تحمله في جنازة أوراق
بيضاء
تفتح صفحات أخرى
مزركشة
تعد الزرابي المبثوثة
تختار الأقلام:
السوداء
تودع بها الماضي
الزاهية لكتابة صفحات اللاراهن
وحدي أخذت رفيقي
الأسود
سال على ورقي:
قال:
وهب أنه مضى ...
وتغير رقمه
أيتغير الآتي؟
أيأتي الربيع قبل اكتمال الشتاء؟
أيزهر الورد قبل تغير الطباع؟
صاح العام وهو ينزلق:
وهب أني مضيت
أيتغير مذاقكم؟
أيكف نهمكم بالكراسي؟
أتعانقون الكبرياء؟
وتهجرون المذلة؟
صحت:
إني كلما جمعت حروفي
إلا وغرقت في فوضى النعي
فغيروا الأكسية
اصنعوا من فوضاكم خيولا
غيروا الطبع
غادروا الانفعال
كونوا مثلي لا بقاء يستهويه
لا كراسي تغريه
لا أرتجي مجدا فالمجد حرفي
لا أرتجي سلطة فنبضي قوتي
...
لا تلوموا الأعوام
فالعيب فينا
لا تمدحوا الأعوام إن مدحتم
بل امدحوا الانسان
تموز وتشرين شهورا
إن هي الا أسماء
أنتم سميتموها
غيروا الطبع وامضوا
انحتوا بالفرشاة الأيام
بالقلم سواقي الحنان
...
إني أسرج خيولي فمن يلتحق
أصنع من حزني وألمي
صهوة جوادي
تلهب الدفء في قلب الصقيع
الحب والوصل في النواحي
تزمن الأعوام فرحا
أنحت حصتنا من السلام
من الزينة والبهاء.
حاتم بوبكر
حضر موت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق