**********
في أرضِ السراب...
تجفُّ عروقُ الوفاء...
تحتضرُ جذورُ السنديان...
يكتسحُ الصقيعُ وجناتَ الحياء...
تتجهَّمُ ألسنةُ الرياء...
يتلاشى دفءُ الشمسِ
ويسودُ الضباب...
تتيتَّمُ أوتادُ الرسوخِ
وتتفككُ ذراتُ التراب...
تَصفَّرُّ روضةُ العمرِ
وتنسلخُ رغبةُ البقاء...
تغتصبُ سطوةُ الرحيلِ
حدودَ الجسد...
تجذبهُ لأُفُقِ الأنتماء...
تلهثُ الروحُ شغفاً
لتعانقَ عَنَانَ السماء...
تعبثُ سنونُ القهرِ بنا
تُبعثِّرُ أحلامنا
فتسرقها همجيةُ الطغيان...
في أرضِ السراب...
سُّبيتْ حمائمُ السلامْ...
نهشتْ الجوارحُ أكبادنا
ولَوَّثَتْ الضغائنُ الأرحام...
يَنطقُ الألمْ...
ينفجرُ الكلام...
يقظةٌ تجتاحُ النُّهى
كناقوسٍ يدقُ يأبى الغثيان...
كنبضةٍ مدويةٍ
في القلبِ الهشام...
تُسعفُ الأملَ الباقي فينا
الراكدَ تحتَ الركام...
يستفيقُ السِّراجُ من غفلتهِ
في ممالكِ الصمتِ
ليناهضَ الظلام...
ينتزعُ الصولجان...
فتنجلي الحقيقةُ
وتتهاوى قلاعُ الأوهام... ********************
بقلم: محمد قرموشة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق