بقلمى : د/علوى القاضى.
... لاقيمةَ للدنيا بغيرِ قلبٍ متعلِّق بالله ، يلجأ إلى الله إذا حزن ، ويحمده إذا فرح ، ويعود إليه إذا أذنب ، ويشكره على كلّ حال
... هذا زمانٌ لن ينجو فيه إلاّمن تمسّك بحبل الله ، وراقبَ الله ، وعلَّق فؤادَه بخالقه ومولاه ، فعلق قلبك بالله تطمئن في دنياك وآخرتك ، ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
...﷽ ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ ، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
... اذا كان قلبك معلقا بالله فإنك تنام وقد ملأ قلبك بالهموم ، والله لا ينام عن تدبير أمورك بلطفه ورحمته وحكمته ، تصبحون على جبر قلوبكم وأرواحكم ، تصبحون على فرح يغمر قلوبكم ، ينسيكم كل كسر ، تُصبحون على شُعور هذهِ الآية " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك نُنجي المؤمنين "
...تأتي لحظة تكون فيها الساعة العاطلة أضبط ساعات الدنيا
... مر مجذوب على عابد يناجي ربه وهو يبكي ودموعه منهمرة ويقول : ربي لاتدخلني النار ارحمني وأرفق بي يارحيم يارحمن ولاتدخلني النار ، فلاطاقة لي على تحملها ومافيها
... ضحك المجذوب بصوت مرتفع فالتفت إليه العابد قائلاً : ماذا يضحكك أيها المجذوب ؟!
. . قال : كلامك أضحكني
. . رد العابد وماذا يضحكك فيه ؟!
. . قال لأنك تبكي خوفا من النار
. . قال : وأنت ألا تخاف من النار ؟!
. . قال المجذوب : لاأنا لاأخاف النار
. . فضحك العابد وقال صحيح أنك مجذوب !
. . فقال المجذوب : كيف تخاف من النار أيها العابد وعندك رب رحيم رحمته وسعت كل شيء ؟!
. . قال العابد : إن علي ذنوبا لوحاسبني الله لأدخلني النار ، وإني أبكي له كي يرحمني ويغفر لي ولايحاسبني بعدله ، بل بفضله ولطفه ورحمته حتى لاأدخل النار
. . ضحك المجذوب بصوت أعلى ، فإنزعج العابد وقال ما يضحكك ؟!
. . قال : أيها المجذوب عندك رب عادل لايجور وتخاف عدله ؟! ، عندك رب غفور رحيم تواب وتخاف ناره ؟!
. . قال العابد : ألاتخاف من الله أيها المجذوب ؟!
. . قال المجذوب : بلى , إني أخاف الله ولكن خوفي ليس من ناره
. . تعجب العابد وقال : إذا لم يكن من ناره فمما تخاف ؟!
. . قال المجذوب إني أخاف من مواجهة ربي وسؤاله لي : لماذا يا عبدي عصيتني ؟! ، فإن كنت من أهل النار فأتمنى أن يدخلني النار من غير أن يسألني ، فعذاب النار أهون عندي من سؤاله سبحانه ، فأنا لاأستطيع أن أنظر إليه بعين خائنة وأجيبه بلسان كاذب ، إن كان دخولي النار يرضي حبيبي فلا بأس
. . تعجب العابد واخذ يفكر في كلام المجذوب
. . قال المجذوب : أيها العابد سأقول لك سر فلا تذيعه لأحد : أيها العابد إن ربي لن يدخلني النار أتدري لماذا ؟! ، لأني عبدته حباً وشوقاً وأنت ياعابد عبدته خوفا وطمعاً ! وظني به أفضل من ظنك ، ورجاءي منه أفضل من رجاءك ، فكن أيها العابد لما لاترجو أفضل مماترجو ، فموسى عليه السلام ذهب لإحضار جذوة من النار ، فرجع بالنبوة ، وأنا ذهبت لأرى جمال ربي فرجعت مجذوبا ً
. . ذهب المجذوب يضحك والعابد يبكي ، ويقول هذا مجذوب أعقل مني ! وأنا المجذوب ذو العقل الناقص ، فلأكتب كلامه بالدموع ، وظل يدعو ويقول : " الْحَمْدُ للهِ الَّذِي وَكَلَنِي إِلَيْهِ فَأَكْرَمَنِي وَلَمْ يَكِلْنِي إِلَىٰ النَّاسِ فَيُزلونُونِي ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي تَحَبَّبَ إِلَىَّ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنِّي ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي يَحْلُمُ عَنِّي حَتَّىٰ كَأَنِّي لاَ ذَنْبَ لدي "
...اللهم إن كان حبك وطاعتك جنون ، فلنكن من المجاذيب ، وإن كان حبك وطاعتك يجعلني من الولهانين ، فإجعلنا من الولهانين ، وأختم على أفئدتنا ، وطيب انفاسنا بحبك وطاعتك ، وارحمنا برحمتك ياأرحم الراحمين ، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما يليق بمقامهم
ٱمين . ٱمين . ٱمين